17 نوفمبر 2008 ، 19 ذو القعدة 1429هـ، العدد 10379
الأثنين
 
 
 
 
  2008-11-16 02:23:34 UAE
  تشكيل
  صبيح كلش يحكي جدلية الموروث الإسلامي والعالم المعاصر
 
 

رؤية نقدية في عالم متغير، تروي مأساة الإنسان أينما وجد، وتتطرق إلى معاناة رجل، ومعاناة امرأة كذلك، وتمر بالنائحة الثكلى، وتغوص في المصير المجهول، وتلتفت إلى قلوب مهجورة وتقول: أعطني قلبك، لتبحث عن حلم وحياة وفراشات في هلال سومر، قبل أن تدرك معنى الغدر، وتكتشف القلب المهزوم فتهرب إلى الاغتراب، وأهم من ذلك كله هي اللوحة المبدعة العملاقة «ثلاثية الجوع».


ففي محاولة منه لمساعدة البشرية على التخلص من آلامها وجوعها على طريقته الخاصة، وبعناوين تبدو للوهلة الأولى مشبعة بالتشاؤم، أراد الفنان العراقي الدكتور صبيح كلش أن يعالج الواقع بجملة لوحات تشكيلية، اصطفت في مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية في دبي، لترسم للناظرين مشهداً مفعماً بالأمل والتعابير الإنسانية، المنبسطة على جدلية العلاقة بين الموروث الإسلامي والتراث العالمي المعاصر. المعرض الشخصي الثامن للفنان العراقي صبيح كلش الذي حمل اسم «رؤية نقدية في عالم متغير»، افتتح مزيناً بلوحات فنية تتنفس بروح إنسانية خالصة. قص شريط الافتتاح الدكتور محمد عبدالله المطوع عضو مجلس أمناء مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية، بحضور علي حميد العويس، وعبدالإله عبدالقادر مدير عام المؤسسة، ونخبة من الفنانين والمثقفين والشخصيات العامة والإعلامية.


وبعد جولة تفقدية للوحات المعروضة، قال علي حميد العويس: إن جميع الأعمال الفنية تتكشف مدلولاتها الواقعية بعد تركيز عميق في تفاصيلها لجمع المعلومات والإشارات وتحليلها، وفق ما تراه كل عين، مشيراً إلى أن الحالة الإنسانية تحتاج إلى مثل هذه اللوحات المعبرة، والجميع يود الاطلاع على الحب والعاطفة والمعيشة، وخاصة في موضوعي الفقر والجوع. المعرض الذي يستمر حتى 27 نوفمبر الجاري، ضم 33 لوحة متفاوتة الحجم، تبدأ أسعارها بـ 2500 درهم، وتنتهي بـ 25 ألف درهم، وتلك اللوحات حملت أسماء: «ثلاثية الجوع 1 و2 و3»، و«الحلم» و«الفراشات»، و«معاناة رجل»، و«معاناة امرأة»، و«الصقر»، و«رموز ودلالات»، و«الذريعة»، و«النائحة الثكلى»، و«الغدر»، و«حبيبان»، و«فتاة الريف»،


و«قلب في مكان بارد»، و«امرأة وطفل»، و«قلب قاس»، و«تجليات قديمة»، و«المصير المجهول»، و«قلوب مهجورة»، و«هلال سومر»، و«الغروب»، و«لحن القصب»، و«حياة»، و«تهديد السلام»، و«مناجاة»، و«حلم»، و«اغتراب»، و«اعطني قلبك»، و«الأسرة»، و«قلب مهزوم»، و«المغرور»، و«الهدف». الحضور الذين قصدوا المعرض في أول أيامه، عبروا عن إعجابهم باللوحات التي حملت مدلولات إنسانية معبرة وصادقة، وجالت في مختلف المواضيع والعناوين، فتحدثت عن الفقر والجوع والحرب والسلام والاضطهاد والاغتراب والحب والمرأة والرجل والصفاء والنقاء والحلم والخيال والأسرة، تاركة في كل زاوية شباكاً للأمل.


وقال كلش صاحب الإنجازات الفنية المتعاظمة والمنتشرة حول العالم: إن تلك الأعمال التي تعرض في دبي للمرة الأولى بدعوة من مؤسسة سلطان العويس الثقافية، تحمل في طياتها لمسات روحانية عنوانها أن الله خلق الكون، وأنزل رسله وكتبه لإسعاد البشرية، فيما الابتعاد عن شرع الله ساق البشر إلى مواجهة أزمات ومشكلات كثيرة، وقد جسدت ريشة الفنان كلش هذا الواقع فأبدعت «ثلاثية الجوع».


ثلاثية الجوع، عبارة عن عمل ضخم مكون من ثلاث لوحات، طول كل واحدة متران وعرضها متران، وقد أشار الفنان كلش إلى أنها تحكي عذاب الإنسان منذ بدء الخلق وحتى يومنا هذا، تجسد معاناته وجوعه بالتحديد، وهذه المشكلة أزلية، بينما تقول اللوحة إن الملك كله لله وحده، فيما من البشر من يمتلكون الكثير، وآخرون لا يجدون قوت يومهم. وقال: هذا الواقع وجد بفعل اللا عدل في الدنيا، رغم أن الإسلام رسالة سماوية جاءت لتحقق للبشرية المساواة والعدل والسلام، وأنا أتساءل عن هذه المأساة، وأبحث عن المخلص من خلال لوحاتي الثلاث.


كلش الفنان التشكيلي القادم من سلطنة عمان، حيث يعمل هناك أستاذاً في جامعة السلطان قابوس، أوضح أن جميع لوحاته المعروضة تهتم بقضايا تمس جوهر الإنسان، بإسلوب إبداعي وشعور ذاتي تتمثل فيه روح العصر، وقد مثل في رسوماته المشاهد الدلالية والإيحائية والإشارات، التي من المؤكد أنها لا تخلو من حكاية، مركزاً على التشخيص في التعبير الرمزي والتجريدي، وخالقاً بها عالماً يجسد واقعية الحديث والقديم.


والفنان كلش، أكاديمي وفنان عراقي عايش كثيراً من الرواد، وشغل مناصب عديدة، وأبدع ما يزيد على ألف عمل فني تشكيلي، وأعماله أضحت مقتنيات موزعة على مختلف دول العالم، لاسيما في المتاحف العربية.


ويؤكد كلش أنه منذ بداياته الفنية اهتم بقضايا الإنسان العربي، وجسد قضية العرب الأساسية فلسطين، في رسومات لا تزال تنبض بالحياة، وظل يرسم معاناة الإنسان العراقي على طول الزمان، متأثراً بالحضارة والموروث الشعبي، الذي لا يتعارض مع التقنية الحديثة للعمل الفني، وهو رسام يمزج بين مختلف المدارس الفنية بواقعية تهم المتلقي، وهو يرسم التجريد ليقدم رؤية وقضية تهمان البشرية.


دبي ـ عنان كتانة

 

حفظ طباعةأعلى الصفحة


   
 
 
 
 
  كلامي الي اولياء الامور النايمين
ام مريوم من بوظبي - الإمارات
  منع الضرب كوسيله لتاديب الطالب هو السبب
مجدي - الإمارات
  الحمد الله والشكر اخيرا
ثريا الحمادي - الإمارات
  والله زين ما بتسون
احمد الزعابي - الإمارات
  ماء شاء الله
هاجر - الإمارات
  نداء استغاث
عيسي - موريتانيا
  بصراحه المدرب
خالد - الإمارات
  مبرووووكين
mem - الإمارات
  التوطيين في قطاع الخاص
ابو محد - الإمارات
  مصنع «زلال»
مواطن - الإمارات
 
 
جميع الحقوق محفوظة - مؤسسة البيان للصحافة والطباعة والنشر 2008